Image

حكم الاستنساخ البشري






 الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين يحل لهم الطيبات ، ويحرم عليهم الخبائث. أما بعد .

 فاستنساخ كائن بشري حي، أوأكثرعن طريق توليده بنقل النواة من خلية جسدية إلى بيضة منزوعة النواة،أوبتشطير بييضة مخصبة في مرحلة تسبق تمايزالأنسجة والأعضاء، أو بأي وسيلة يتم فيها إقحام طرف ثالث على العلاقة الزوجية سواء أكان رحماً، أوبييضة، أم حيواناً منوياً، أمخلية جسدية، أم غير ذلك. فإنه يعتبر طريقة شاذة في تكاثرالبشر، وخروجا سافراعلى ناموس الله في الكون،وتغييراظاهرالخلق الله عزوجل،وقد قال تعالى: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119]. وبناء عليه فإن تلك الطريقة محرمة شرعا وطبعا ؛ لما يلي :
أولا :لما يترتب عليها من تجريد الإنسان من إنسانيته وهدم كرامته ، ويتجلى ذلك بتعريض الأجنة المستنسخة للبيع والتشويه . فالاستنساخ يفضي حتما إلى وجود أجنة فائضة ليس أمامها إلا الموت، أوالاستزراع في أرحام نساء أخريات،فإنتركت للموت كان مؤدى هذه الطريقة هوالتسبب في إنشاء حياة ثم تركها تموت،وإن أودعت في أرحام أخري اتغيرالأمكان مؤدى ذلك أن تحملهذه الأرحام أجنة غريبة عنها،وكل ذلك لايجوزشرعاً.
 ثانيا: ما يؤدي إليه الاستنساخ من الاستغناء عن الزواج،وتشجيع عمليات الإجهاض، وهدم المجتمعات ،... إلى غيرذلك من الأضراروالمفاسد. وما قد يتوهم فيه من مصلحة مدفوع بما يترتب عليه من المفاسد العظيمة ، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، ولا سيما إن عظمت المفسدة وصغرت المصلحة قال شيخ الإسلام ابن تيمية :الواجب تحصيل المصالح وتكميلها،وتعطيل المفاسد وتقليلها،فإذا تعارضت كان تحصيل أعظم المصلحتي نبت فويتأدناهما،ودفع أعظم المفسدتين معا حتما لأدناهما هوالمشروع. انتهى. ولهذه الأسباب وغيرها كان القول بتحريم الاستنساخ البشري، هوالقول المتعين الذي تقتضيه قواعد الشريعة ومقاصدها. وقد نص مجمع الفقه في قراره حول الاستنساخ البشري رقم: 94 (2/10)[1]على :تحريم كل الحالات التي يقحم فيها طرف ثالث على العلاقة الزوجية سواء أكان رحماً، أوبييضة، أم حيواناً منوياً، أم خلية جسدية للاستنساخ . والله تعالى أعلم .

0 التعليقات: